حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في مصر هذا الشتاء ، وبخاصة في ظل تربية أكثر من 300 ألف خنزير بمختلف المحافظات المصرية ، من بينها 60 ألف خنزير بمحافظة القليوبية وحدها و52 ألفا بالدقهلية و50 ألفا بالقاهرة و45 ألفا بأسيوط .
وشدد تقرير المنظمة على أن الخنازير تستطيع استقبال أنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية ، وأن الفيروس بإمكانه التمحور ليصل من الخنزير إلى الإنسان ثم من الإنسان إلى الإنسان .
ونبه إلى أن الخنزير يصاب بالأنفلونزا العادية والطيور تصاب بأنفلونزا الطيور ، ثم يحدث نوع من التلاحم بين الفيروسين داخل الخنازير يمكن أن ينتج عنه فيروس جديد يكون قادرا على الانتقال من الإنسان للإنسان ، وبالتالي فإذا وصلت أنفلونزا الطيور إلى مزارع الخنازير فإنها تتحول إلى مصانع جديدة لفيروسات محورة .
أوضح أن الخنزير يستطيع أن يقوم بدور الوعاء المازج لوبائي أنفلونزا الإنسان والطيور ، حيث يتم تبادل القطع الجينية للحامض النووي الخاص ليتم التبادل الفيروسي .
واستشهد التقرير بما حدث في أوروبا عامي 1957 و 1968 من انتشار فيروس h1n2 في الخنازير ، الذي كان مزيجا من فيروسي أنفلونزا الطيور والإنسان ، وكذلك بانتشار فيروس h3n2 في الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي مزج بين ثلاثة فيروسات للأنفلونزا من كل من الطيور والخنازير والإنسان ، معتبرا الخنزير مستودعا أو مخزنا طبيعيا لفيروسات الأنفلونزا .
ولفت إلى أن سبب انتشار أنفلونزا الطيور هو الدواجن التي كانت تربى مع الخنازير في الصين ، وأن الطيور التي كانت تعيش معها في الأماكن نفسها علفت وأكلت وتغذت على فضلات وبراز وبول ولعاب الخنازير ، ودخلت الفضلات إلى تركيب البيض الذي تنتجه هذه الطيور فأصيبت جميعها بالمرض الذي انتشر لبقية العالم .
من جانبه ، أشار الدكتور أنور مرسي إلى أن أنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد ذو نسبة اختلال عالية ، وأن درجة خطورة هذا المرض تعتمد على ضراوة الفيروس والعدوى بعد ذلك بالبكتيريا وضعف مقاومة الجسم .
وأوضح أن الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير من النوع "a" ، وأنه يصيب الإنسان عند تعرضه للإفرازات الأفقية للخنازير المصابة بالمرض والهواء المحيط بها ، مشيرا إلى أنه تم خلال القرن الماضي تسجيل وفيات آدمية تراوحت ما بين 20 و40 مليونا حول العالم حتى عام 76 .
وفي السياق ذاته ، أكد الدكتور عبد الغني فرحات من علماء الأزهر أن لحم الخنزير محرم على المسلمين كما جاء بالنص القرآني ، وثبت في الصحيحين أن الخنزير نجس نجاسة ، وبالتالي فلا يجوز الإتجار به أو الالتفات للانتفاع بشيء منه كما فعل اليهود حين حرم الله عليهم الميتة فأخذوا شحمها وأجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه .
وأشار إلى أن أكل لحم الخنزير يصيب الإنسان بعدد من الأمراض ، منها مرض الشعرية الذي تسببه الديدان التي تعيش في لحم الخنزير ، والإصابة بالدودة الشريطية التي تسبب الهزال والصرع ، فضلا عن الالتهاب السحائي المخي ومرض ثعبان البطن الخنزيري وتسمم الدم الناتج عن الإصابة بالميكروب السبحي الخنزيري .
وشدد على أن حكمة التحريم حكمة تعبدية وينبغي أن نمتثل لها دون أن نسأل لماذا تم التحريم ، لأن الخالق يختار ما فيه مصلحة العباد.
كتب حسين البربري (المصريون) : بتاريخ 2 - 1 -