اكد رئيس الاتحاد العالمى لمكافحة السرطان الدكتور جون سيفر ان اعداد مرضى السرطان فى دول العالم العربى تتزايد بشكل مخيف فى السنوات الاخيرة موضحا انه على الرغم من ذلك فان نسبة الاصابة مازالت اقل من الدول المتقدمة .
وقال الدكتور سيفر فى تصريحات للصحافيين فى ختام اعمال المؤتمر الدولى لمكافحة السرطان ان اعداد المصابين فى المنطقة العربية تتراح بين 100 الى 150 حالة جديدة لكل 100 الف مواطن سنويا .
واكد ان مشكلة مرضى السرطان اصبحت خطيرة جدا فى العالم كله ويجب تكثيف جهود الحكومات مع منظمات المجتمع المدنى لمكافحة المرض والحيلولة دون الاصابة به من خلال حملات مكثفة لمقاومة التدخين والتلوث ودعم عمل البرامج وتوصيلها للآخرين للمساهمة فى نشرها بين الناس .
وقال ان عدد المصابين فى العالم يصل الى اكثر من 20 مليون مريض وان هذا العدد متوقع ان يضاف عليه نحو 10 ملايين اخرى سنويا مشيرا الى ان اعداد الذين يموتون سنويا من جراء الاصابة بالمرض يصل الى اكثر من 6 ملايين مصاب .
واشار الى ان هذه النسبه تعادل 12 بالمائة من حالات الوفاه فى العالم وهى نسبة تفوق من يموتون بسب الايدز والسل وغيرها من الامراض الخطيرة.
وذكر ان مسببات المرض يمكن تحاشيها فى 30 بالمائة من حالات الاصابة مشيرا الى ان 50 بالمائة من الحالات فى دول المنطقة يتم شفائها وتعيش حياة كاملة تماما بعد تعافيها وهو مايؤكد نجاح الاساليب الجديدة فى العلاج وفى المقاومة .
ودعا الدكتور سيفر الى وجود برنامج واضح فى كل دولة نامية كانت او متقدمة لمقاومة السرطان مشيرا الى ان المرض يمكن علاجه والوقاية منه اذا اخذ فى الاعتبار سبل الوقوف فى وجه مسببات المرض مثل التدخين والتلوث وغيرها من المسببات .
وقال ان الاتحاد الذى يضم 280 مؤسسة طبية تمثل 80 دولة من دول العالم منها الكويت يقوم بتنظيم برامج لمحاربة المرض مؤكدا ان هناك تعاون كامل بين الاتحاد والدول العربية من خلال رابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان معربا عن تفاؤله بان الجهود التى تبذلها الدول العربية يمكن ان تؤتى ثمارها فى مقاومة المرض .
وحذر الدكتور سيفر من تزايد حالات الاصابة بالمرض لتصل الى نحو 15 مليون حالة سنويا فى العالم فى عام 2020 ومن وصول عدد الوفيات منهم الى 12 مليون اذا ترك الامر دون تنظيم المكافحة والوقاية خاصة في الدول النامية.
ومن جهته قال الامين العام لرابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان وعضو مجلس ادارة الاتحاد العالمى الدكتور شريف عمر فى تصريح مماثل ان الرابطة التى تضم عددا كبيرا من الاطباء المتخصصين فى هذا المرض من مختلف الدول العربية ومنها الكويت تقوم بدور فاعل ونشط فى تبادل الخبرات والبحوث والتعاون من اجل مكافحة المرض .
واوضح ان اسباب المرض فى الدول العربية مختلفة حيث تنتشر بعض الامراض المتوطنة مثل البلهارسيا اضافة الى التدخين والتلوث وتزايد بناء المصانع مع انتشار الطموحات الصناعية منوها بان الاصابة بسرطان الثدى تأتى فى المرتبة الاولى فى العالم العربى خاصة فى مصر ودول المغرب العربى وشمال افريقيا .
واشار الدكتور عمر الى ان سرطان الجهاز الهضمى هو الاكثر انتشارا فى دول الخليج العربى فيما ينتشر فى مصر سرطان الكبد والمثانه بالنسبة للرجال والثدى بالنسبة للنساء موضحا انه ليست كل السرطانات خبيثه ولايمكن العلاج منها ولكن هناك انواع من السرطانات التى يمكن الشفاء تماما منها.
كما اشار الى ان نسبة الاصابة بسرطان الرئة تزداد فى المنطقة العربية بشكل كبير خاصة فى الاردن ولبنان حيث تأتى الاصابة بهذا المرض فى المرتبه الاولى منوها بان نسبة الاصابة بالسرطانات فى الغرب تعادل ضعف الاصابة فى الدول العربية .
واكد ان الدول العربية تمتلك خبرات علمية كبيرة تعد من الخبرات النادرة على مستوي العالم وهناك اطباء مشهود لهم بالكفاءة فى علاج المرض وهناك اتصالات مستمرة وتعاون بين المتخصصين فى الدول العربية .
واكد ان هذه الجهود كان نتيجتها انشاء الرابطة فى عام 2001 واشار الى آخر اجتماع للرابطة فى الكويت مؤخرا الذى اكد على ضرورة زيادة التعاون والتواصل والحوار وتبادل المعرفة مشيدا بدور الكويت فى دعم هذا التعاون الذى يصب فى مصلحة المرضى العرب .
واعرب الدكتور عمر عن تفاؤله فى التوصل الى علاجات جديدة تمكن تماما من الشفاء من المرض مشيرا الى ان الشفاء من لوكيميا الاطفال كانت فى السابق 20 بالمائة وصلت الآن الى 75 بالمائة فيما كانت نسبة الشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية 30 بالمائة اصبحت 80 بالمائة.
وشدد على اهمية دور التأهيل النفسى فى علاج المريض من خلال مساندة الطبيب المعالج واعداد برنامج تاهيلى خاص لكل مجموعة من المصابين بنفس المرض للتعايش معا اضافة الى مساندة المريض من الاصدقاء والاسرة والمجتمع .
واوضح الدكتور عمر انه على الرغم من ان المرض له علاقة بالجينات لكن هذا لايعنى انه مرض وراثى ولكن هناك عائلات تنتشر فيها بعض الاورام مثل سرطان الثدى والمبيض عند المرأة.