شارك عشرات الآلاف من أنصار رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بينظير بوتو في دفن جثمانها في مسقط رأسها بإقليم السند. وقد ووري الجثمان الثرى في مدفن عائلة بوتو في قرية "غاري خودا باكش" بالقرب من والدها رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو. وكان قد تم نقل جثمانها في تابوت خشبي بسيط من منزل عائلتها الى المدفن الذي يبعد عنه 7 كيلومترات، وسط نحيب الآلاف من أنصارها. وقد رافق الجثمان في رحلته زوجها آصف علي زارداري وأولادها الثلاثة. وخارج المدفن الذي تعلوه ثلاث قبب هتف المشيعون ضد الرئيس الباكستاني برفيز مشرف واتهمومه بأنه وراء اغتيال بوتو. وتقول مراسلة بي بي سي أوين بنيت جونز، والموجودة في منطقة لاركانا حيث منزل ومدفن عائلة بوتو، إن الشعور بين السكان المحليين يتسم بالغضب والحزن العميق.
مشرف يتهم المتطرفين في هذه الأثناء اتهم الرئيس الباكستاني برفيز مشرف المتطرفين الاسلاميين باغتيال بوتو، فيما قالت الحكومة الباكستانية إنها حذرت بوتو من أن اسمها موجود على قائمة من تريد القاعدة تصفيتهم. وكانت بوتو قد اتهمت عناصر منشقة في جهاز الاستخبارات الباكستاني بأنها وراء محاولة اغتيالها في أكتوبر الماضي. من جهة أخرى دعا مشرف الشعب الباكستاني إلى الهدوء بعد اغتيال بوتو في تجمع انتخابي يوم الخميس.
جثمان بوتو أثناء عملية الدفن في مدفن العائلة وفي الصورة يظهر زوجها وابنها
|
لكن أنصار بوتو الغاضبين أحرقوا عددا من السيارات واشتبكوا مع عناصر الشرطة، خاصة في إقليمي البنجاب والسند. وقد بلغ عدد القتلى 19 قتيلا على الأقل. وقالت الشرطة إن 16 شخصا لقوا حتفهم في الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في إقليم السند. وقد تم إحراق قطار واحد على الأقل في إقليم السند، كما تم إحراق عدد من محطات القطارات في الوقت الذي أعطيت فيه الأوامر لقوات الأمن الباكستانية في الإقليم بإطلاق النار على المتظاهرين الذين يقومون بأعمال الشغب. كما لقى عدد من الأشخاص حتفهم في كراتشي عندما هوجمت مكاتب حكومية وأحرقت مراكز شرطة، فيما فتحت قوات الشرطة النار على المتظاهرين في حيدر آباد. وفي بيشاور أحرق مكتب الحزب الحاكم، أما في مدينة مولتان في إقليم البنجاب فقد أغارت عصابة على 7 بنوك وأحرقت محطة للبترول. في هذه الأثناء انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق في سيارة كان يستقلها أحد مرشحي الحزب الحاكم للانتخابات التشريعية المقبلة، مما أسفر عن مقتله ومقتل ثلاثة من مساعديه. ووقع الهجوم بالقرب من قرية مانجلور في إقليم سوات، الذي يبعد 200 كيلومتر عن بيشاور. وبالرغم من موجة العنف التي تجتاح البلاد قال رئيس الوزراء الباكستاني محمديان سومورو إن موعد الانتخابات التشريعية المقبلة لن يتغير. يشار الى أنه من المقرر أن تقام الانتخابات يوم الثامن من يناير المقبل في ظل مقاطعة حزب الرابطة الاسلامية الذي يتزعمه نواز شريف. موجة من التنديد الدولي
| مقاطعة الانتخابات.. إن حزب الرابطة الإسلامية سيقاطع الانتخابات بعد اغتيال بنظير بوتو... فالانتخابات الحرة غير ممكنة بوجود مشرف، الذي يعتبر السبب الرئيسي للمشاكل
رئيس الوزراء السابق نواز شريف
|
وقد أثار اغتيال بوتو موجة كبيرة من الإدانة حول العالم، كما وصفت الأمم المتحدة الاغتيال بأنه عمل إرهابي بغيض. ويدعو المسؤولون الأمريكيون إلى إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، لكن مراسلين يقولون إن الاغتيال أثار علامة استفهام كبيرة حول مصير الانتخابات. من جانبه قال رئيس الوزراء السابق ومنافس بوتو الأبرز سياسيا نواز شريف إن من الضروري إجراء تحقيق مستقل حول مسألة اغتيال بوتو، معربا عن عدم ثقته في حكومة مشرف التي قال إنها لن تجري أي تحقيق مستقل حول عملية الاغتيال. وقال شريف للصحفيين: "أنا أطلب من مشرف أن يتخلى عن السلطة، دون التأخر عن فعل ذلك ليوم واحد". كما دعا شريف إلى إعلان الإضراب في أنحاء البلاد يوم الجمعة، وهو ما يبدو ملاحظا في بعض أجزاء باكستان، وفقا لمراسلة بي بي سي في إسلام آباد باربارة بليت. من جهة أخرى قالت جريدة آسيا تايمز إن أحد مراسليها تلقى مكالمة هاتفية من قائد في تنظيم للقاعدة في أفغانستان، ويدعى مصطفى أبو اليزيد، والذي أعلن عن مسؤولية القاعدة عن اغتيال بوتو.